دولي

المركز الوطني لطب وجراحة القلب في سلطنة عُمان.. خدمات بمعايير عالمية

(النشرة الصحية لوكالة الأنباء العُمانية ضمن ملف النشرة الصحية لوكالات الأنباء العربية “فانا”)

مسقط في 16 يونيو 2025

يُمثل المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب بالمستشفى السُّلطاني صرحًا طبّيًّا رائدًا في سلطنة عُمان، يقدم خدماته وفق أعلى المعايير الطبّية العالمية، ويمضي منذ افتتاحه في عام 2015م بخُطًى حثيثة نحو الريادة والتميُّز في تقديم الرعاية الصحية القلبية، مؤكّدًا على مكانته باعتباره مؤسّسة طبّيّة مرجعيّة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وقال الدكتور نجيب بن زهران الرواحي، مدير المركز لوكالة الأنباء العُمانية، إنّه تأسس على رؤية طموحة تهدف إلى تحقيق الريادة في مجال علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، وتقديم رعاية صحية عالية الجودة للمواطنين والمقيمين في سلطنة عُمان.
وأضاف أنّ المركز يسعى إلى تقديم مجموعة شاملة من الخدمات التشخيصية والعلاجية والجراحية المتطورة لأمراض القلب، بما في ذلك أمراض الشرايين والصمامات والعيوب الخلقية إذ زُوِّدَ بأحدث التقنيات والأجهزة الطبّية لضمان تقديم أفضل مستوى من الرعاية الصحية.
وأكّد أنّ المركز يهدف من خلال تقديم هذه الخدمات النوعية إلى أن يكون من بين المراكز الرائدة في المنطقة والعالم في مجال علاج أمراض القلب جراء عمليات جراحية وتدخلات طبّية متقدمة، مثل زراعة وإصلاح الصمّامات عن طريق القسطرة، وعلاج خلل نبضات القلب بالقسطرة، وتوسعة الأوردة والشرايين المتضيقة.
وأشار إلى أنّ المركز يحرص على استقطاب وتأهيل الكوادر الطبّية المتميزة لضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة وتدريب الكوادر الطبّية على أحدث التقنيات والإجراءات الطبّية في مجال طبّ وجراحة القلب.
ولفت إلى أنّ المركز شَهِدَ تطوُّرات ملحوظة منذ افتتاحه في عام 2015؛ حيث تمّ توسيع نطاق الخدمات وتطويرها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى، وزاد عدد العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها، بجانب تزويده بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال طبّ وجراحة القلب.
وذكر أنّ قسم قسطرة القلب بالمركز شَهِدَ تطوُّرات كبيرة، حيث تم تدشين العديد من القسطرات النوعية التي تُعدُّ الأحدث على الصعيد الدولي، كما تمّت زيادة حصص عمليات القسطرة القلبية من خمس إلى ست حصص يوميا، ما أسهم في زيادة القدرة الاستيعابية للقسم وتقليل فترات الانتظار، منوها إلى أن المركز يقدم خدماته على مدار الساعة لتغطية الحالات المستعصية والمعقدة وإنقاذ حياة المرضى.
وحول عدد العمليات الجراحية التي تمّ إجراؤها منذ افتتاح المركز وحتى ديسمبر 2024 قال الدكتور الرواحي إنها بلغت 9168 عملية جراحة قلب وقسطرة تداخلية وقلب المفتوح وطفيفة التوغل.
ولفت إلى أنّ نسبة نجاح العمليات تتراوح بين 93% و 96% حسب نوع العملية وهو ما يتوافق مع نسب نجاح عمليات القلب بالمعايير العالمية.
وأشار إلى أنّ المركز أجرى 49 ألفا و846 عملية متنوعة من قسطرة القلب التداخلية للكبار، و7823 عملية متنوعة من قسطرة القلب التداخلية للأطفال خلال الفترة الزمنية نفسها، بنسب نجاح تراوحت بين 97% و99% حسب نوع العملية وهو ما يتوافق مع نسب نجاح عمليات القسطرة بالمعايير العالمية.
وحول أبرز التقنيات الطبية المستخدمة في جراحة القلب أكّد حرص المركز على مواكبة أحدث التطوُّرات في مجال جراحة القلب وتوفير مجموعة متنوعة من التقنيات الطبّية المتطوّرة لتقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى، من بينها جراحة القلب طفيفة التوغل وهي من أحدث التقنيات في هذا المجال؛ حيث يتمُّ إجراء العملية من خلال شقوق صغيرة في الصدر حتى يقلل الألم وفترة تعافي المريض.
وذكر أنّ المركز أدخل تقنيات القسطرة القلبية الحديثة التي تُتيح للأطبّاء تشخيص وعلاج أمراض القلب دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة، وأنه يستخدم أحدث التقنيات مثل قسطرة كهربائية القلب للأطفال، وقسطرة كهربائية بتقنية التجميد لعلاج الرجفان الأذيني للقلب، وقسطرة علاج اضطرابات نبضات القلب عبر تقنية الكي الحراري.
وأفاد بأنّ المركز يعتمد على تقنيات التصوير المتطورة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب لتقديم صور دقيقة للقلب والأوعية الدموية، ما يساعد الأطبّاء على تشخيص الأمراض بدقة عالية.
ولفت إلى أنّ من بين هذه التقنيات أيضًا، استخدام تقنيات مراقبة القلب المتقدمة مثل أجهزة مراقبة القلب عن بُعد التي تتيح للأطبّاء مراقبة حالة المريض وتحديد أي مشاكل محتملة في وقت مُبكر.
وقال إنّ المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب شَهِدَ إدخال العديد من الابتكارات الجديدة في مجال العناية القلبية لتطوير الخدمات المقدمة للمرضى، من بينها تقنية “نبض المجال الكهرومغناطيسي”، لعلاج اضطراب النبض الأذيني، والتي تتميز بالفعالية العالية وقلة المضاعفات، وجهاز تنظيم ضربات القلب اللاسلكي “Aveir” الذي يعمل عبر إرسال إشارات كهربائية لتنظيم نبضات القلب، ويُعدُّ طفرة في علاج مشاكل القلب ويمكنه تنظيم نبضاته في البطين والأذين وتحسين وظيفته بشكل عام مباشرة دون الحاجة إلى الأسلاك.
وأشار إلى أنّ المركز أدخل العديد من التقنيات المتقدمة في قسطرة القلب منها القسطرات النوعية التي تُعدُّ الأحدث على الصعيد الدولي، مثل زراعة أحدث الصمامات الأبهرية والرئوية عن طريق القسطرة، وعمليات فتح الانسدادات المزمنة للشرايين التاجية.
وذكر أنّ من بين النجاحات التي حققها المركز أخيرًا إجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفّى دماغيًّا لمريض عُماني يُعاني من قصور في عضلة القلب وفشلها، أجراها فريقٌ طبيٌّ عُمانيٌّ متكاملٌ ومُتعدّدُ التخصُّصات، واستغرقت 5 ساعات، مؤكّدًا أنّ هذه النجاح يُمثل مرحلة فارقةً في مسيرة القطاع الصحيّ في سلطنة عُمان ويعكس تطور المنظومة الصحيّة في البلاد وتكاملها.
وحول شراكة المركز مع المؤسسات التعليمية أو المراكز الطبّيّة الدوليّة، قال الدكتور الرواحي إن هناك تعاونا مع المؤسسات الدولية المتخصّصة في طبّ وجراحة القلب، ومن بينها جمعية القلب الأمريكية؛ إذ يُعدُّ المركز واحدا من المراكز المعتمدة من قبلها للتدريب على الإسعاف المتقدّم للقلب، وكليتا الطبّ والتمريض بجامعة السُّلطان قابوس، اللتان تعتمدان المركز لتدريب طلبتهما وتأهيلهم، والمجلس العُماني للاختصاصات الطبّيّة؛ حيث يشرف المركز على ثلاثة برامج تدريبية وهي برنامج طبّ القلب للكبار، وبرنامج طبّ القلب للأطفال، وبرنامج العناية الفائقة للأطفال.
وبشأن الخطط المستقبليّة لتوسيع خدمات المركز وتطويرها، أوضح الدكتور نجيب بن زهران الرواحي، إن العمل جار في تحديث غرف العمليات ومختبرات القسطرة لتواكب التقدم التقني في أساليب الجراحة والعمليات التداخلية في القسطرة بشتى أنواعها والأعداد المتزايدة من المرضى وتلبية احتياجاتهم المتنوعة.
وقال إنّ المركز مستمرٌّ في إطلاق أحدث التقنيات في مجال قسطرة القلب، بما في ذلك القسطرات النوعية، وزيادة عدد غرف العمليات لزيادة القدرة الاستيعابية للقسم وتقليل فترات الانتظار.
ولفت إلى أنّ المركز يعمل على توسيع نطاق العيادات المتخصّصة عبر تطوير الحالية، وتوسيع نطاق خدماتها لتلبية احتياجات المرضى بشكل أفضل، وإنشاء عيادات متخصّصة جديدة، مثل عيادات أمراض القلب الوراثية، وأمراض القصور الشديد في عضلة القلب.
وبيّن أنّ المركز يشجع على البحث العلمي في مجال طبّ وجراحة القلب، لتطوير علاجات جديدة وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات البحثية المحلية والدولية، لتبادل الخبرات والمعرفة.
ويواصل المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب في سلطنة عُمان تحويل رؤيته الطموحة إلى واقع ملموس، للإسهام بشكل فاعل في رفع مستوى الخدمات القلبية في سلطنة عُمان والمنطقة بفضل بنيته الأساسية المتطورة، وكوادره المؤهلة، وتقنياته الرائدة التي تواكب أحدث المعايير العالمية، مرسخًا مكانته باعتباره صرحًا مرجعيًّا إقليميًّا ودوليًّا، ما يجعله نموذجًا يُحتذى في تقديم رعاية قلبية شاملة ومتقدمة، محققًا بذلك رسالته في الحفاظ على صحة الإنسان وخدمة المجتمع العُماني. وام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى