
وتضعف قدراتهم على التواصل الواقعي والتعلم التقليدي، مؤكدين أن الحل لا يكمن في المنع الكامل، بل في ترسيخ التربية الرقمية، ووضع ضوابط أسرية ومدرسية تضمن الاستخدام الآمن والمتوازن للتكنولوجيا.
وأشاروا إلى أن مواجهة هذه الظاهرة لا تقوم على الحرمان المطلق، بل على خلق توازن واعٍ يضمن أن يسيطر الطفل على الجهاز، لا أن يُسيطر الجهاز على طفولته وسلوكياته.
كما بيّنت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الاستخدام المفرط يرتبط باضطرابات النوم وزيادة التوتر وضعف التركيز، في حين كشفت دراسة صادرة عن جامعة كامبريدج أن تجاوز ثلاث ساعات من استخدام الشاشات يومياً يؤدي إلى انخفاض في درجات الطلبة في القراءة والرياضيات.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة يونيسف، فإن واحداً من كل ثلاثة مستخدمين للإنترنت في العالم هو طفل، ما يضاعف حجم التحديات والمخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط وغير المنضبط للأجهزة الذكية.
ذهن مشتت

محمد فتح الباب
مشيراً إلى أن بعض التلاميذ باتوا يقيسون متعة التعلم بمدى تفاعليته ومدى قربه من الألعاب الإلكترونية، ما انعكس سلباً على مستواهم في المواد الأساسية.
وأضاف إن الحل يكمن في استثمار الأدوات الرقمية داخل البيئة الصفية، بحيث يتم إدخال أنشطة تفاعلية وألعاب تعليمية تواكب اهتمامات الطلبة الرقمية، دون أن تفقدهم جوهر التعلم الحقيقي.

أيمن بوبو
فضلاً عن استخدام الرموز التعبيرية واللغة الدارجة في إنجاز الواجبات. وأكد أن هذا النمط من الاستخدام يؤدي إلى ضعف التكوين اللغوي والتعبير السليم، وخصوصاً لدى طلبة الحلقة الأولى.
وبيّن أن الحل يستدعي إدخال حصص مخصصة للتربية الرقمية ضمن المناهج الدراسية، لتوعية الطلبة بالاستخدام السليم للأجهزة، وربطهم بتطبيقات تعليمية تعزز مهاراتهم اللغوية، بدلاً من الانجراف وراء الاستخدام العشوائي الذي يهدر الوقت ويضعف المهارات الأساسية.
رقابة غائبة

عبداللطيف السيابي
وقال إن كثيراً من الأسر تمنح أطفالها الهواتف دون وضع قواعد واضحة أو محددة، وهو ما يترك الطفل عرضة للألعاب العنيفة والمحتويات غير المناسبة لعمره ووعيه.
وأوضح أن الحل يبدأ من المنزل، من خلال بناء شراكة حقيقية بين الأسرة والمدرسة لتحديد أوقات الاستخدام، ومتابعة المحتوى بشكل دقيق، مشدداً على أن المدارس مطالبة بتقديم برامج توعية موجهة إلى أولياء الأمور قبل التلاميذ، لأن الأهل يشكلون خط الدفاع الأول في مواجهة هذا النوع من الإدمان.

نعيمة عوض
وأضافت إن على المدارس توسيع دائرة الأنشطة اللامنهجية، وخصوصاً الرياضية والفنية، لتوفير بدائل واقعية تسهم في سحب الأطفال تدريجياً من أمام الشاشة، مؤكدة أن النشاط الجماعي يثري شخصية الطالب، ويعزز مهاراته في التواصل، وبناء العلاقات، وحل المشكلات.

مروان حامد
والعصبية الزائدة. وقال إن بعض الألعاب العنيفة تغرس سلوكيات عدوانية لدى الأطفال، تنتقل إلى تصرفاتهم اليومية داخل المدرسة أو في المنزل.
وأكد أن الحل لا يكون عبر المنع التام، بل عبر تعامل ذكي من جانب الأسرة، بحيث يتم تحديد وقت مخصص لاستخدام الأجهزة، وربط هذا الوقت بسلوكيات إيجابية مثل الالتزام بالواجبات المدرسية أو النوم المبكر، مؤكداً أن التوازن هو الضمان الحقيقي لتقليل الأضرار.
مشهد مألوف

فاطمة الظنحاني
وقالت إن الأطفال الذين يمضون ساعات طويلة أمام الهواتف يفقدون تدريجياً القدرة على الحوار والتفاعل مع الآخرين، وهو ما ينعكس سلباً على اندماجهم في المجتمع.
وأشارت إلى أن الحل لا يتوقف عند حدود الأسرة فقط، بل يمتد إلى المجتمع ككل، داعية إلى مبادرات مدرسية ومجتمعية مثل «يوم بلا هاتف» أو تنظيم أنشطة ترفيهية في الهواء الطلق، مؤكدة أن مثل هذه البرامج تسهم في إعادة التوازن بين العالم الرقمي والواقعي، وتساعد الأطفال على استعادة نمط حياة صحي واجتماعي أكثر اتزاناً.